لا ترتبط سمنة الاطفال بسلوك وعادات الطفل الصحية والغذائية لوحده فقط، بل هي مرتبطة بسلوك وعادات والديه. ويبدأ الارتباط من الخارطة الجينية والوراثية المكتسبة للجنين من امه وابيه الى عادات امه خلال الحمل ونوعية غذاءها فافراط الام في السكريات والدهون المشبعة الضارة سينعكس حتماً على سلوك جنينها فيما بعد ويعرضه تلقائيا لعادات غذائية سيئة. وبعد الولادة تلعب الرضاعة الطبيعية لفترة بين 18 و24 شهراً دوراً اساسياً في حماية جسم الطفل وتحصينه بالمناعة المطلوبة ضد الامراض. وخلال الاشهر الستة الاولى من الرضاعة ينصح الاخصائيون بعدم ادخال الاطعمة الجامدة في منظومة غذاء الطفل لانه يصبح عرضة للفطام المبكر ويجعله معتاداً على نمط تغذية قد يكسبه سعرات حرارية غير مرغوبة في هذا السن. و بعد توقف الرضاعة ينصح الاطباء ودراسات حديثة بتنويع الطعام للطفل المفطوم والاتكال على نظام وجبات محددة وعدم اجبار الطفل على اكمال كل الوجبة التي يجب ان تكون قليلة الكمية وتكفي حاجته فقط. فرفض الطفل للطعام يعني انه اكتفى ولا يريد المزيد. فالاعتياد على وجبة محددة وكافية تمنحه صحة جيدة لفترة طويلة وتساعده في فترة النمو والمراهقة للحفاظ على جسد سليم وخال من الامراض.
الفاكهة والخضروات وتجنب الدهون والسكريات والعصائر والمشروبات الغذائية والسكاكر المصنعة والبطاطس المشبعة بالدهون، تفيد في الحفاظ على وزن الطفل الطبيعي.
وفي حال لم تنفذ هذه النصائح في وقتها واصبح الطفل بدينا او لديه وزن زائد وفق العمر والطول ومؤشر الجسد، يخضع الطفل للفحوصات اللازمة وتشخيص حالته والى وقته على الام ان تتعامل برقة ولين مع الطفل ومن دون اجباره ومعاقبته او حرمانه من الطعام واللجوء الى سياسة تقنين الكمية والنوعية والاشراف على الطفل خلال تناول وجبته المحددة بالكمية والنوعية والتي تغلب الخضار والفاكهة والاطعمة المسلوقة وتعزيز البروتين ومشتقات الحليب الطبيعية وغير المصنعة او المحلاة.
المخاطر التي تصيب الكبار من جراء السمنة هي نفسها مع التنبيه ان الطفل السمين اكثر عرضة للموت الفجائي وللامراض المزمنة في عمر مبكرة من السكري النوع الثاني الى امراض الشرايين وضغط الدم والسكتات القلبية والجلطات الدموية، فالاسراع الى استشارة الطبيب وتقييم وضع الطفل اسلم طريق لانقاذ مبكر لحياة الطفل.