لا يوجد اي انسان على الكرة الارضية كلها الا ويحتاج الى من يفهمه ويتفهمه ويساعد ويريحه ويقف الى جانبه وان يطيب خاطره بكلمة حسنة او داعمة او مجاملة او ابتسامة.
الانسان البدين هو ايضا واحد من هذه الناس واحتياجاته النفسية اكبر من الانسان غير البدين، فالبدين او السمين يشعر بحاجة كبيرة الى ان يكون مثل اي كائن بشري يأكل ما يريد ولا يسمن او لا يسمع ملاحظات او انتقادات على وزنه وشكله او ان يذهب الى السوق لشراء الثياب ويجد على مقاسه والالوان والطرازات على الصيحة التي يشتهيها. كما انه يريد ان ينام براحة وان يعيش بهدوء وان يمارس حياته بشكل طبيعي او هادىء.
اول مراحل العلاج النفسي التي يحتاجها البدين هي مرحلة الدعم النفسي لاستعادة الثقة بالنفس وعليه ان يقتنع انه انسان سوي وباستطاعته ان يرجع الى وزنه وحالته الطبيعية بشيء من الارادة والعزم والطموح والتصميم. فلا مستحيل او لا يمكنني فعل ذلك او القيام بامر ما.
ويرى الاطباء النفسيون ان الحميات لانقاص الوزن وخصوصا السريعة منها ليست ناجحة او كافية لعودة البدين الى وزنه الطبيعي بل يعتقدون ان عليه تغيير عادات الاكل او سلوكه الغذائي ليتحول الى نمط حياتي ثابت ومتواصل. فتغيير السلوك والعادات الغذائية يجب ان يترافق في تغيير في انماط التفكير والتصرف والتخلص من الصورة النمطية من انسان منبوذ ومشوه الى انسان قادر على فعل اي شيء.
الامر الثاني تشخيص حالة الافراط في الاكل فهل هي ناجمة عن فعل ادراكي حسي او فرط في العادة فكثير من البدناء يلجأون الى الطعام للتنفيس عن غضب او انفعال او حزن كرد فعل عدائي في غالب الاحيان وهنا يتوجب على الطبيب النفسي ان يقف على الحالة النفسية للمريض واسباب نشوئها للتخلص منها.
الامر الثالث بعد الوقوف على الحالة النفسية ودعمها عاطفيا ونفسيا للبدين يلجأ الطبيب النفسي الى المرحلة الاخيرة والمتعلقة بتغيير العادات السيئة في الاكل والغذاء والعمل على تنظيمها تدريجياً باستعمال الحميات التي تناسب حاجات البدين لكنها في الوقت نفسه تبدأ في مارقبة نوعية الطعام واستبعاد الاصناف التي يدمن عليها السمين وهي عمليا الاصناف التي تسبب له السمنة المفرطة ولا تلائم جسمه.