NutriLight موقع متخصص في التغذية والأكل الصحي
مقالات مشابهة
اظهر احصاء اجرته اقسام التغذية في ثلاث جامعات لبنانية في العام 2012 وشمل 3600 متطوعاً من مختلف المناطق اللبنانية والشرائح والمهن والمجتمعات الريفية والمدينية ان نسبة 62 في المئة من البالغين، ونسبة 34 من المراهقين، ونسبة 36 في المئة من الأولاد، يعانون من زيادة في الوزن والسمنة. وتعتبر تلك المعدّلات الأكثر ارتفاعا مقارنة مع معدّلات الأعوام السابقة ووفق هذا المعدل المضطرد تدريجيا كل عام يتوقع ان تكون هذه النسبة قد تجاوزت الخمس وستين في المئة في العام 2016 . وتؤكد هذه الاحصائيات وجود خلل في
نمط الحياة المرتكز ليس فقط على الغذاء ونوعيته وكميته بل يتعدى ليشمل الطريقة او الاسلوب الذي نعيش فيه. من النوم وعدد ساعاته اكانت كافية او غير كافية الى طبيعة عملنا اكان يتطلب جهداً عضلياً او فكرياً، مكتبياً، الى الجهد الذي يبذل في مقابل الطاقة التي تفرغ في داخل الجسم او تخرّج الى داخله اي كمية ونوعية الطعام ومدى ملاءمتها للحاجة الجسدية هل تكفي لنعيش حياة سليمة وصحية وخالية من الامراض او نتعرض لوضع معاكس ونصبح اسرى الجلوس والخمول والاطعمة المعلبة والجاهزة.
ويكاد يجمع الاطباء والمتخصصون في علم التغذية والامراض التي تسببها السمنة العادية او المفرطة او القصوى ان اسباب ازدياد السمنة في المجتمع اللبناني مردها الى تغير نمط الحياة وتوق اللبناني والعربي الى الراحة والخمول وتلقف كل ما تروجه ثقافة الاستهلاك الجاهزة من الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والشحوم الى الرفاهية التي قد تكون ممتعة الى درجة الموت البطيء.
فالانماط الغربية عموما وخصوصا الاميركية قد جعلت من العقل العربي والشرقي اسير حلم واه بالرفاهية والرغد السريع قد توفره متعة تناول وجبة هامبرغر سريعة او عبوة غازية مليئة بالسكر المشبع والمصنع القاتل.
فاللبناني الذي كان يعمل في مجتمعه الزراعي ويزرع ويحصد ويأكل من منتوجه الطبيعي الخالي من المواد الكيماوية وغير المعدل وراثيا، صار اسير الاريكة والكرسي المكتبي لا يسير خطوتين الا بالسيارة ولا يمارس الرياضة الا صدفة ويأكل “حتى يتعب حنكه” كما يقول المثل اللبناني الشعبي المأثور.
الغذاء اخيراً هو نمط غذاء وثقافة نمارسها عمليا ونطبقها كل يوم ولمدى الحياة.
