عندما نسأل الاهل عن أسباب بدانة الاطفال، تأتي الملامة على “الطعام غير الصحيّ وقلّة ممارسة الرياضة”. صحيح أنّ هذه هي الاسباب المباشرة للبدانة بالاضافة الى أسباب جينيّة وبيولوجيّة كاضطرابات الهرمونات وغيرها. إنّ ما يجهله معظم الاهل والمعنيين أنّ هناك أسباب متشعّبة تؤدي الى عاداتٍ غذائية غير سليمة.
فمن غير المنصف أنّ نلوم الطفل على عدم إلاهتمام بالعادات الصحية خصوصاً وأنّ البيئة المحيطة به تحتثّه مثلاً على استهلاك الاطعمة الجاهزة وعلى عدم ممارسة الرياضة. ومن الضروري أن يعي الاهل أنّهم هم من يؤثّرون على عادات أطفالهم الغذائية والرّياضيّة، فقدوة الاطفال الاولى هي أهلهم.
غياب السياسات والقوانين الصحية في المدارس و الاحياء السكنية له تأثير سلبي على بدانة الاطفال. فغياب القوانين التنظيمية لمطاعم الوجبات السريعة، يترك لها حرية كبيرة في تقديم وجبات مغرية ذات أسعار منخفضة وتسمح لهم بالتسويق المكثف.
-دراسة للجامعة الاميركية
بحسب دراسة أجريت في الجامعة الاميركية في بيروت بلغت نسبة زيادة الوزن عند الاطفال والمراهقين تضاعفت في العقد الماضي حيث بلغ عدد الاطفال الذين يعانون من زيـادة في الـوزن 400 الف طفل. و150 الف طفل ممن يعانون من البدانة. وأظهرت هذه الدّراسات أن البدانة شائعة أكثر بين الاطفال الذكور من الاناث بـ5 أضعاف.
فالبدانة تساهم في تراجع المستوى التّعليمي ونوعيّة الحياة لدى الاطفال على عكس المتعارف عليه، بدانة الاطفال ليست بالامر الذي يُستهان به. فهي تساهم في تراجع المستوى التّعليمي ونوعيّة الحياة لدى الاطفال وتؤثر على صحتهم النّفسية، فتقلل من ثقتهم بنفسهم وتفقدهم احترامهم لشخصهم. وقد تؤدي إلى إضطرابات غذائيّة خطرة، خصوصاً لدى الفتيات. وأفادت الدراسات أن البدانة تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم مما يؤدي الى ارتفاع خطر الاصابة بمرض السكري. فهذه الامراض المزمنة باتت أكثر انتشاراً بين الاطفال والمراهقين . والبدانة أيضاً ممكن أن ترفع من نسب الكولسترول والدّهون الثّلاثيّة في الدّم. وبحسب دراسة أجريت في بعض المدارس اللّبنانية، تبين ّ أنّ 37 % من ألاطفال الذين يعانون من البدانة يعانون أيضاً من اضطرابات في مستويات السكر.
وبحسب دراسة اخرى أجريت في بعض المدارس اللّبنانية، تبين أنّ 37 % من الاطفال الذين يعانون من البدانة يعانون أيضاً من اضطرابات في مستويات السكر.
هذه الدراسات شكلت مصدر قلق كبير للعاملين في القطاع الصحي من جهة وللاهل من جهة ثانية ولكن يجب ان تكون مصدر قلق وان تحتل سلم اولويات الدولة.
ولهذه الاسباب تبنى مركز ترشيد السياسات الصحية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الاميركية قضية من شأنها حماية اطفال لبنان من هذه المخاطر.
وخلص الى تحديد ثلاثة عناصر يمكن اتباعهالا لمكافحة هذه الظاهرة:
اولها: إدخال برامج التوعية على الغذاء الصحي والرياضة داخل المنهاج المدرسي وتدريب الاطفال على تغيير عاداتهم الغذائية.
العنصر الثاني: تهيئة البيئة السليمة لتغذية صحيّة وذلك عبر: منع المشروبات الغازية ومراقبة مكونات الماكولات الموجودة في المدارس.
والعنصر الثالث: ايجاد بدائل غذائية معقولة ومحببة للاطفال بدل السكريات والحلويات والنشويات.
*تنشر بالتعاون مع نقابة اصحاب المستشفيات ومجلة “الصحة والانسان” الصادرة عنها