عندما تتحدث مع اي احد او امام احد عن حمية او نظام تخسيس او هو يبادرك بالحديث، تشعر ان هذا الآخر يتحدث عما ما لا يطيق وتحس معه بالطاقة السلبية التي تعتريه فتكاد لوهلة تنتقل اليك لولا رباطة جأشك ومناعتك وارادتك.
وبعد تجربة مريرة مع العمليات الجراحية والحميات التي تحولت لدي الى نمط حياة، بصراحة تأقلمت مع هذا الوضع واشعر بسعادة احياناً وبضيق احياناً وبآلام ككل الناس. لكنني مرتاح الى فكرة انني امتلك الارادة والتصميم على الاستمرار في طريق لم اختره وكرهته وبعد ان سلكته تعودت ان احبه.
وقد يقول البعض ان الحمية يعني منع قسري عن اصناف معينة، وان الحمية قصاص للنفس وتعذيب لها ومنعها عن الاستمتاع بلذة الطعام واصناف الاكل والحلوى والشراب. نعم هي متعة كبيرة ان تأكل وان تأكل مما تطبخ انت وان تتلذذ بالشحوم والدهون والحلوى والعصائر والمشروبات الغازية والسكرية ولكن في المقابل تذكر جيداً ان هذه اللذة وهذه المتعة وهذا الفرح الآني وقت الطعام لن يدوم طويلاً، وخصوصاً اذا ادمنت هذه الانواع المؤذية والضارة من الطعام فتتحول تدريجياً الى مريض سمنة او قلب او شرايين وترتفع نسبة الاملاح والسكريات والشحوم والدهون والكولسترول في دمك وجسمك. ووقتها تبدأ المعاناة وتحس بطعم البنج العام والمشارط تمزق جسدك وآلام الجروح تفتت قلبك والمصاريف والاكلاف العالية تمزق جيبك.
فماذا نخسر ان نعود انفسنا على نظام حياة صحي ومتوازن ومستمر كنمط النوم والخروج والعمل اي نمط حياة مستمر، ونحافظ على جسد صحيح ورشيق وعندما نصل الى هذه المرحلة فلا مانع من التلذذ بما نشاء من الاطعمة لمرة واحدة في الاسبوع او الشهر او السنة.