تجربتي

تجربتي: عشرة اعوام من الالم والمرارة والبحث عن وسيلة للقضاء على سمنتي المفرطة والوصول الى جسم سليم بلا امراض وسمنة. الحل لم يكن سهلاً البتة فكان آخر الدواء الكي اي عبر عملية تحوير المعدة او تصغيرها او ما يعرف باللغة الانكليزية gastric bypass  وهي عملية اجريتها في العام 2009 بعدما فشلت في انقاص وزني الزائد عبر الحمية التقليدية لضعف الارادة وللشهية المفرطة وتداخلهما مع البدانة الوراثية والخصائص الجينية التي احمل. العملية لم تكن سهلة وكانت اشبه بحياة جديدة كتبت لي وارادها الله سبحانه وتعالى ان تستمر، فخلال العملية تعرضت لجلطة واصابتني غيبوبة خرجت منها باعجوبة وبقيت 24 ساعة بعد الجراحة في غرفة العناية المشددة. خرجت بعدها من المستشفى وبعد 3 ايام لابدأ حياة جديدة وتجربة مريرة مع معدة اخرى وجسد آخر لم اعرفه من قبل وبقينا غريبين اشهر كثيرة.

مع مرور الاشهر الستة الاولى كان كل يوم يمر اشبه بجحيم لان التحوير يغير كل شيئ من طريقة الاكل الى نوعية الغذاء وصولا الى التخلي عن كل ما هو عصي عن المضغ. فالمعدة تغيرت خصائصها واصبع الامتصاص ضعيفا ما يعني الحاجة الى مكملات غذائية من فيتامينات وادوية تلازمك مدى الحياة.

تحوير المعدة او تصغيرها يخسرك في العامين الاولين الوزن الزائد وهذا صحيح لانه يقلل كمية الطعام، لكن التحدي الاكبر هو في كيفية الحفاظ على الوزن الذي خسرته اي ان تعمل على نوعية الطعام بعد التقليل من الكمية وهنا هو الامتحان الشاق. فاختيار نوعية الطعام هام باهمية الكمية التي يتناولها الانسان مخيرا او مجبرا، وعليه هنا ان يدرك ما هي الاصناف التي تلائمه ولا تجعله يسمن والاصناف الضارة، التي تسبب له الحساسية وتجعله معرضا للامراض كافة وللسمنة.

التحدي الآخر الذي يواجهه اي انسان اكان إمرأة او رجلا هو في الحفاظ على عادات غذائية صحية اي الاعتماد على نمط حياة او عادة او نمط غذائي مدى الحياة وهو ما كان مشواري في مرحلته الثانية حيث عدت الى الحمية من جديد عن طريق احد الاطباء الاخصائيين المشهود لهم بالكفاءة في بيروت والعالم العربي وخضعت لنظام غذائي قاس وشاق للوصول الى وزن مثالي ومن ثم الحفاظ على وزن ثابت والابتعاد عن كل الطعام المؤذي والضار والذي لا يتلائم مع جسدي مدى الحياة مهما كان شهيا او لذيذاً.

بعد هذه التجربة القاسية مع السمنة المفرطة والمعاناة التي واجهتني وصولا الى الحميات المتكررة والعملية الجراحية وصولا الى وزن صحي وثابت ونظام غذائي مستمر، احببت ان اضع تجربتي الشخصية ومنعا لتكرارها مع اي واحد من زوار موقعنا الذي اضعه بين ايدي قراءنا الاعزاء، راجيا الله ان يطيل في اعماركم وان يسهل دروبكم للولوج الى سبيل حياة صحية وطويلة وآمنة وخالية من الامراض والسمنة والعادات السيئة متمنيا دعمكم ومساندتكم لنستمر سويا والله ولي التوفيق.

الصحافي علي ضاحي

ناشر موقع NutriLight والمشرف العام عليه.

شاهد أيضاً

الحمية حماية للحياة وليست قصاصاً!

عندما تتحدث مع اي احد او امام احد عن حمية او نظام تخسيس او هو …