لم يخلُ الطب في الجاهلية من موروثات الشعوب القديمة من الخرافة والشعوذة والسحر والعرافين والمنجمين لمكافحة الامراض والاوبئة كما برزت اساليب الكي بالنار وبتر الاعضاء الفاسدة والتداوي بالاعشاب والعسل في حين برزت فئة اعتمدت على الحمية والحكمة في تناول الغذاء والتقليل من صنوفه الضارة وكمياته ليؤسسوا لعلم التغذية الحديث. ومما لا شك فيه ان اسلوب حياة عرب ما قبل الاسلام كان الاعتماد على الزراعة وعلى رعي الماشية والتغذي منها وعلى التمور والالبان ولحوم الابل والمواشي. فكان ابدانهم صحيحة ومفتولة وقاسية بقساوة الحياة في البادية.
بالاجمال لم يشهد طب الجاهلية انجازات او اكتشافات بل كان عبارة عن موروثات شعبية متوارثة ومتناقلة وتجارب تنقل بالمشافهة والتواتر فاعتمدوا الكي والجراحات البسيطة والحجامة والفصد وتداوا بالاعشاب النباتية وشربوا العسل لامراض واوجاع المعدة.
وقد عرف العرب الضمادات والمواد العشبية لمداواة الجروح والمتعفنة منها كما جملوا الاسنان وشدوها بالذهب واستبدلوا الانوف المقطوعة بأنوف من ذهب.
كما مارسوا الطب البيطري واهتموا بالابل والخيل واشرفوا على ولادتها ومداواتها من الامراض والجرب.
وقد اشتهر في الجاهلية ابن حذيم وروي انه كان ماهراً بالكي. كما اشتهر بالحارث بن كلدة ويروي المؤرخون انه اخذ علومه من الفرس ومن جامعة جندي شابور في عهد شابور الاول وهي جمعت مدارس الطب من الشعوب القديمة وخصوصا الرومان وقدمتها الى الناس فيما بعد.