ليس مبالغة القول ان اليونانيين ابدعوا في مجال الطب واسسوا لمبادىء الطب الحديث الذي ما زال يتطور اليوم ليصبح اكثر فعالية ونجاعة في مكافحة الامراض والاوبئة ولنشر الرفاه للناس في حياة خالية من الامراض.
تميز اليونانيون بأنهم اخذوا كل علوم الطب من الشعوب القديمة حفظوها وطبقوها وطوروها واخترعوا نظريات جديدة وبرعوا في التشريح وغاصوا في وظائف الاعضاء.
فمن اليونان بزغ نجم ابقراط “ابو الطب” واطلق استليبيوس شعاره الشهير “العصا والثعبان” الذي يتخذه الطب الحديث شعاراً له اليوم.
نجح رواد الطب في اليونان من الحد كثيراً من ممارسات الشعوب السابقة من نسف نسب الامراض الى الشياطين واللعنات الى كف يد الكهنة والمشعوذين في ادعاء معالجة الامراض وذلك عبر الغوص في طريق البحث والاستكشاف فانطلقوا من المبادىء العامة لتشخيص الامراض والتنبؤ باعراضها والآراء الموجهة في الجراحة وصولاً الى ابتكار نظريات حديثة في التشريح وتوصيف وظائف الاعضاء.
ويعرف ابقراط الطب بأنه قياس وتجربة ويعتبر ان اسباب المرض قريبة او بعيدة. البعيدة وهي الناتجة عن عوامل الجو او المأكولات في النظام الغذائي للمريض. اما القريبة فهي الناجمة عن خلل في الاخلاط الاربعة: الدم والصفراء والبلغم والدم او فساد احدها او طغيانه على الآخر، لذلك لجأوا الى استخراج العلة او المادة الفاسدة من الجسم.
ويشهد لعلوم ابقراط وابحاثه انها حررت الطب من سجون حراس المعابد ونخبة اليونانيين وجعله علما مستقلا وعلى اسس ثابتة ووضعه بين يدي الناس والشعوب التي اتت من بعده.