في الوقت الذي لا تكاد تخلو فيه أي مائدة طعام أو وجبة غذائية من الملح، يبدو أن هناك علاقة بين الملح وبعض أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب الجلد العصبي، حسبما توصلت إليه دراسة أشرف عليها باحثون من جامعة ميونيخ. كيف ذلك؟
لطالما أكد خبراء الصحة على أن تناول الملح بكميات مرتفعة قد يتسبب في الإصابة بارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب، إذ يحث الخبراء على ضرورة التقليل قدر المستطاع من هذه المادة أو التخلي عنها بشكل كامل، وذلك من أجل التمتع بصحة جيدة.
ويبدو أن عواقب تناول الملح تزداد مع مرور الوقت والتقدم في السن. وقد أصبحت هذه المادة موضوع دراسة وبحث من طرف المهتمين بالمجال الطبي. آخر الدراسات خلصت إلى أن النظام الغذائي الغني بمادة الملح يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالحساسية، إذ تساهم هذه المادة، التي لا تكاد تخلو أي وجبة غذائية منها، في نشأة خلايا مناعية مسؤولة عن الحساسية، وفق ما أورد موقع “BR24”.وأوضحت الدراسة الصادرة عن جامعة ميونيخ الألمانية أن الملح ينشط بعض الخلايا المناعية، والتي يمكن أن تتسب في الإصابة بأمراض الحساسية، حيث لاحظ الخبراء أن الملح يؤدي إلى تكوين ما يطلق عليه خلايا “Th2”.
وأفاد موقع “infranken” الألماني أن هذه الخلايا هي مجموعة فرعية من خلايا “T”، إذ تعد هذه الخلايا جزءا من جهاز المناعة وتلعب دوراً مهماً في مقاومة الجسم للعدوى، بيد أن هذه الخلايا يمكن أن تلعب دوراً عكسياً في حال تعرضها لخلل ما، فقد تتسب في الإصابة ببعض الأمراض الجلدية على غرار الالتهاب الجلد العصبي.
وتابع نفس المصدر أنه بهدف التأكد من دور الملح في تنشيط الخلايا المناعية، فحص الخبراء عينات من أشخاص يعانون من مرض التهاب الجلد التأتبي (حساسية مزمنة)، حيث عثر الخبراء على تركيز عال من ملح كلوريد الصوديوم عند هؤلاء الأشخاص، ويزيد بـ 30 مرة عن التركيز الموجود لدى الأشخاص العاديين.
في المقابل، قالت المشرفة على الدراسة كريستينا زيلنسكي “لحد الآن، لم نتمكن من إثبات كيفية وصول مستويات مرتفعة من الملح إلى الجلد”، وأضافت الأستاذة بجامعة ميونيخ الألمانية: “لا نعرف الكثير حول ما إذا كان النظام الغذائي قليل أو عالي الملح يمكن أن يؤثر في نشأة أو تطور أمراض الحساسية”. فيما أكدت نفس المتحدثة على ضرورة القيام بمزيد من الأبحاث في هذا المجال، من أجل معرفة تأثير دور الملح بشكل كبير على أمراض الحساسية في المستقبل القريب.