يُعد الطعام اللبناني ثروة قومية، ويحظى المطبخ اللبناني بالإعجاب في جميع أنحاء العالم. ويعشق السكان المحليون والزوار البحث عن خلاصة الخلاصة، من ألذ أنواع الكباب الذي يباع في كُشك على جانب الطريق إلى أرقى أنواع الأطعمة في المطاعم الكبرى. ومع ذلك فقد لاحظت الحكومة اللبنانية في السنوات الأخيرة حدوث زيادة في الإصابة بمسببات الاعتلال المنقولة بالأغذية، الأمر الذي سلط الضوء على مسائل تتعلق بسلامة السلسلة الغذائية.
بداية حملة خاصة بسلامة الأغذية
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 انتقلت وزارة الصحة العامة اللبنانية إلى مرحلة العمل في هذا الصدد. وبدأ مسؤولو الصحة العامة في تنفيذ جولات تفتيش مفاجئة على المطاعم والمجازر والمتاجر الكبيرة والمزارع. وبعد ذلك أعلن وزير الصحة العامة اللبناني، وائل أبو فاعور، أسماء أكثر من 1000 منشأة أُخذت منها عينات غذائية لا تبعث على الرضا أو جاءت نتائج التفتيش عليها غير مُرضية. وورد ذكر كثير منها فيما يتعلق باللحوم ومنتجات الألبان غير المأمونة. وتم إغلاق بعض هذه المنشآت إلى أن تجري التحسينات اللازمة من أجل التفتيش عليها مجدداً.
وكانت للحملة تداعياتها. فهناك المزيد من الجهات الفاعلة عبر السلسة الغذائية أصبحت تهتم الآن بجودة موردي الأغذية. وأصبح المستهلك أكثر انتباهاً للأغذية التي يشتريها ويأكلها، وتعكف المنشآت على تفعيل سياساتها الداخلية الخاصة بسلامة الأغذية ، ويلتمس المزيد من المطاعم الحصول على الشهادات الدولية الخاصة بسلامة الأغذية من المنظمات الدولية المعنية بتوحيد المقاييس.
سن اللوائح على امتداد الحملة
إن حملة سلامة الأغذية قد أتاحت الفرصة أيضاً لتعزيز السلطة التنظيمية لوزارة الصحة العامة في بلد واجهت حكومته سلسلة من الأزمات. كما شجعت الحملة على توثيق عرى التعاون مع الوزارات الأخرى، بما فيها وزارة الاقتصاد والتجارة.
وكان لدى لبنان بالفعل مشروع قانون خاص بسلامة الأغذية، ولكن تم إحياء مشروع القانون مجدداً في عام 2014 وتم عرضه على اللجان البرلمانية المشتركة من أجل اعتماده. وسيضمن القانون، الذي تم اعتماده بالفعل، المواءمة والاتساق في تطبيق القواعد على امتداد جميع نقاط السلسلة الغذائية، من المزرعة إلى المائدة، وتعزيز التنسيق بين الوزارات بخصوص سلامة الأغذية.
الدعم المقدم من المنظمة
قد تعزز عمل وزارة الصحة العامة في مجال وضع القواعد بفضل كل هذه الأنشطة والالتزام الحديث في هذا الصدد. وتم تحديث القوائم المرجعية الخاصة بالتفتيش على الأغذية طبقاً لدستور الأغذية الدولي، كما تم الارتقاء بتدريب مفتشي الصحة العامة. وقد دعمت المنظمة مبادرة وزارة الصحة العامة بشأن سلامة الأغذية من خلال عقد الحلقات العملية وتوفير التدريب لأكثر من 200 مفتش من مفتشي الصحة العامة بشأن الطرق النموذجية لأخذ عينات الأغذية والتفتيش على الأغذية بناءً على ممارسات الصنع الجيدة والقوائم المرجعية النموذجية التي وضعتها المنظمة.
وقد سلط يوم الصحة العالمي لعام 2015 الضوء على أهمية سلامة الأغذية، وسيكون ذلك في إطار موضوع “الحفاظ على مأمونية الغذاء من المزرعة إلى المائدة”. وتستهدف حملة المنظمة التوعية بضرورة تعزيز العمل من جانب كل المعنيين بالسلسة الغذائية من أجل ضمان سلامة الأغذية من نقطة الإنتاج إلى نقطة الاستهلاك، وفي الخطوات العديدة التي تربط بين بينهما. ويتم الاحتفال بيوم الصحة العالمي في 7 نيسان/ أبريل من كل عام.
المصدر: موقع منظمة الصحة العالمية